على الرغم من أهمية امتلاك الخبرة المهنية، إذا لم تكن مستعدًا لمقابلة العمل، فلن تكون الخبرة المهنية كافية لحصولك على الوظيفة. مقابلة العمل لها التأثير الأكبر لتحديد ما إذا كنت ستحصل على الوظيفة أم لا. حيث يستطيع من خلالها مسؤولي التوظيف والمدراء معرفة إذا كنت مناسبًا للمنصب والشركة بشكل عام. بالإضافة إلى معرفة ما إذا كنت تمتلك المهارات اللازمة للقيام بالوظيفة، وكيف يمكنك أن تكون إضافة جيدة لفريق العمل؟. لهذا من المهم الاستعداد بشكل جيد لمقابلة العمل.. خصصنا هذا المقال لمساعدتك على الاستعداد لمقابلة العمل. حيث سنتطرق إلى أهم النقاط التي يجب عليك وضعها في الاعتبار لتكون مستعدًا لمقابلتك القادمة.
كيف يمكنك الاستعداد لمقابلة العمل؟
بدايةً من الانطباع الأول وحتى معرفتك الجيدة بالشركة ومنتجاتها والدور الوظيفي الذي يجب أن تقوم به وما يجعلك مناسبًا له. كل هذه الأشياء يجب أن تمتلكها وتظهرها بقوة في أثناء مقابلة العمل الخاصة بك، وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك للاستعداد لمقابلة العمل…
اعرف أكثر عن الوظيفة والشركة التي ستتقدم إليها
قبل البدء بالتحدث عن سنوات خبرتك وما يجعلك موظقًا رائعًا، عليك أن تعرف أكثر عن الوظيفة والدور الذي ستقوم به ومتطلباته ومسؤولياته. راجع الوصف الوظيفي المكتوب في إعلان الوظيفة، وقم بالبحث عن أهم المهارات والخبرات التي قد تحتاجها الوظيفة. تواصل مع معارفك ممن يعملون بنفس المجال أو بنفس الشركة؛ لتتعرف أكثر على المهام الوظيفية وكيف يسير يوم العمل.
قم بالبحث أيضًا عن الشركة أو المؤسسة التي تتقدم إليها وتعرف على تاريخها ورؤيتها وأهدافها ومنتجاتها أو خدماتها، عن طريق موقعها أو التطبيق الخاص بها أو صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بهذا يمكنك معرفة كيف يمكن أن تضيف لهذه الشركة أو المؤسسة وكيف يمكنك أن تكون ملائمًا لها وللقيم التي تعمل بها. كذلك من خلال معرفة منتجاتها وحتى تجربتها بنفسك إذا أمكن، يمكنك معرفة ما يمكن أن يتطلبه العملاء وكيف يمكن استغلال هذا لتحسين المنتجات أو الخدمات. أيضًا حاول أن تكتشف متوسط الرواتب للوظيفة التي تتقدم إليها وحدد الراتب المناسب لك ولخبرتك؛ لتكون مستعدًا إذا تم سؤالك عن الراتب المتوقع.
معرفة نوع المقابلة
في عصرنا الحالي أصبح هناك عدة أنواع من المقابلات حيث لم تعد مقابلات العمل مقتصرة على المقابلة وجهًا لوجه فقط. فمن الممكن إجراء مقابلات العمل عن بعد أيضًا عن طريق الهاتف أو الفيديو. كذلك يمكن أن تكون المقابلة مع شخص واحد أو مع عدة أشخاص. كما يمكن أن يتوجب عليك تقديم عرض تقديمي أو الإجابة عن أسئلة تقنية خلال المقابلة. كذلك يمكن أن تكون المقابلة جماعية بمعنى أن يكون معك مرشح آخر أو أكثر في نفس الوقت. لهذا من الأفضل أن تكتشف نوع المقابلة وعدد المقابلات التي يجب عليك خوضها لتستعد لها.
التخطيط لمقابلة العمل
الانطباعات الأولى مهمة. المظهر والالتزام بالمواعيد وإظهار مدى استعدادك للمقابلة، تلك بعض الأشياء التي يتم التركيز عليها لأخذ الانطباعات الأولى، والتي يجب عليك الاهتمام بها. لهذا من الهام أن تخطط لمقابلتك بشكل مجمل، بدايةً من التفكير في ماذا سترتدي وكيف ومتى ستذهب إلى المقابلة. حتى إذا كانت المقابلة عبر الفيديو يجب أن تختار ما سترتديه وأن تستعد للمقابلة عن طريق التأكد من وجود إنترنت سريع. بالإضافة إلى التأكد أنه لا توجد مشاكل تقنية وتهيئة المناخ من حولك، آي توفير مكان هادئ وبيئة مناسبة. إذا كانت المقابلة وجهًا لوجه، يمكنك من خلال معرفة نوع بيئة العمل في الشركة معرفة ما يجب عليك ارتداؤه. فإذا كانت بيئة العمل غير رسمية يمكنك ارتداء ملابس غير رسمية. أما إذا كانت رسمية يجب عليك ارتداء ملابس رسمية مناسبة.
كذلك من المهم معرفة ميعاد المقابلة والالتزام به وحتى الحضور مبكرًا عنه. فحضورك متأخرًا عن موعد المقابلة يمكن أن يُعطي فكرة سيئة عنك وعن مدى التزامك. يمكنك الالتزام بموعد مقابلتك من خلال معرفة المكان الذي ستقام به المقابلة. بالإضافة إلى معرفة الوقت الذي ستستغرقه في الوصول، وتحديد الطريق المختصر للوصول أو أسرع وسيلة مواصلات لهذا المكان في الوقت المناسب. أيضًا يجب عليك تجهيز نسخ مطبوعة من سيرتك الذاتية وسابقة أعمالك؛ حيث يمكن أن يحتاجها من يُجري المقابلة معك لهذا يجب عليك الاستعداد للاحتياط.
تدرب على المقابلة وراقب لغة جسدك
من الصعب معرفة كل الأسئلة المحتملة خلال المقابلة، لكن من خلال فهمك لمتطلبات ومهام الوظيفة يمكنك توقع وتحضير نفسك للأسئلة التي يمكن أن ُتطرح عليك. تمرن على المقابلة مع أحد أصدقائك وخذ في الاعتبار تعليقاتهم ونصائحهم. جهز الإجابة للأسئلة المهمة والشائعة، مثل: لماذا أنت مهتم بهذه الوظيفة والانضمام إلى الشركة أو المؤسسة؟.
عليك أيضًا مراقبة لغة جسدك ونبرة صوتك والتمرن عليها. حيث يمكن للغة جسدك أن تُخبر الكثير عنك وعن مدى ثقتك بنفسك. لهذا يجب عليك أن تمتلك لغة جسد إيجابية، توحي بأنك شخص واثق ومنفتح ويمكنه التكيف بسهولة. يجب عليك كذلك أن تتدرب على آداب المقابلة، من حيث المصافحة بقوة وثقة والابتسام والمحافظة على الاتصال البصري. كذلك ضرورة إلقاء التحية على من تقابله وأن تبدو مهتمًا ومنتبهًا.
من الهام أن تشارك أنت أيضًا في المقابلة بأكثر من مجرد إجابة الأسئلة التي يتم طرحها عليك، بل يجب عليك أن تجهز بضعة أسئلة عن ما تحتاج إلى معرفته عن الوظيفة أو الشركة.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات الذكاء الاجتماعي التي يتطلبها سوق العمل؟
كن مستعدًا للتحدث عن نفسك وما يجعلك مناسبًا لهذه الوظيفة
لماذا ترى نفسك مناسبًا لهذه الوظيفة؟ لماذا يجب أن نختارك أنت لهذه الوظيفة؟ تلك بعض الأسئلة المهمة التي سوف تُطرح عليك خلال المقابلة. حيث يجب عليك إظهار نقاط قوتك وما يميزك وما يجعلك الاختيار المناسب لهذه الوظيفة، وكيف يمكنك توظيف خبراتك وقدراتك للنجاح في هذه الوظيفة؟ أيضًا سوف يطلب منك مسؤول التوظيف أو من يقوم بالمقابلة أن تخبره قليلًا عن نفسك، لهذا يجب عليك تجهيز قصتك وخلفيتك التعليمية وخبراتك التي تجعلك مناسبًا للوظيفة.
أيضًا، قد يتم سؤالك عن المواقف الصعبة التي مررت بها في وظيفتك السابقة أو في حياتك، وكيف تغلبت عليها؟ لهذا يجب عليك تجهيز نفسك للإجابة بمواقف حقيقة أظهرت فيها مهاراتك في حل المشكلات وسرعة البديهة، وكيف تغلبت على المشكلات وما الحلول التي توصلت إليها. يمكنك الاستعانة أيضًا بأهم الأرقام التي وصلت لها خلال وظيفتك الأخيرة، مثل الإيرادات التي استطعت تحقيقها أو مدى التفاعل والمشاركات التي استطعت تحصيلها خلال حملة إعلانية معينة، إذا كنت تعمل في التسويق على سبيل المثال.
المتابعة مع مسؤول التوظيف
خطوة أخيرة يجب عليك أن تفعلها هي المتابعة مع مسؤول التوظيف، من خلال إيميل بسيط تذكره من خلاله بنفسك وتشكره فيه وتذكره بأنك تنتظر أن تسمع منه الرد، ذلك في سبيل إظهار مدى اهتمامك بالوظيفة.
اقرأ أيضًا: ما هي أهم المهارات التي تحتاج إلى كتابتها في السيرة الذاتية؟
إلى جانب مهاراتك التقنية وخبراتك المهنية، يمكنك الحصول على وظيفة أحلامك بامتلاكك للمهارات الوظيفية الهامة والاستعداد لمقابلة العمل بشكل. لهذا يجب عليك العمل على نفسك وتوظيف مهاراتك وخبراتك بأفضل شكل؛ لتفوز بالوظيفة التي تحلم بها.
