إذا كنت في بداية المرحلة الجامعية وتعاني من الضغط النفسي والتوتر، فلا تقلق، هذا أمر طبيعي جدًا، ومنتشر بين الطلاب الجامعيين الجدد، وقد يستمر ذلك الشعور السلبي لفترة خلال المرحلة الجامعية. حيث تعتبر مرحلة الدراسة الجامعية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والمسئوليات المتزايدة. لكن إذا لم يتم التعامل مع تلك الحالة بالشكل السليم، سيكون هناك تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والجسدية للطالب. نتناول من خلال السطور القادمة مفهوم الضغط النفسي وأسباب إصابة الطالب الجامعي به وكيفية التعامل مع الضغط النفسي والتحكم في التوتر خلال المرحلة الجامعية.
ماذا تعرف عن الضغط النفسي والتوتر؟
يمكن تعريف الضغط النفسي على أنه حالة من التوتر والقلق النفسي يرافقه شعور بالإحباط والتعب والإرهاق النفسي. بالتالي قد يؤثر هذا الضغط النفسي سلبًا على القدرة الإنتاجية والتركيز والأداء الدراسي. أما التوتر فيُعد من المشاعر الطبيعية التي يمكن للجميع أن يشعروا بها في بعض الأحيان. لكن عندما يصبح التوتر مستمرًا يؤثر على حياة الفرد اليومية وصحته العامة ويمكن أن يتسبب في مشاكل صحية مثل الصداع والأرق والتعب والإجهاد البدني والعقلي بشكل عام، لذلك من الضروري التعامل معه بجدية.
ما هي أسباب إصابة بعض الطلاب الجامعيين بالضغط النفسي والتوتر؟
- التعامل مع الحياة الجديدة، والانفصال عن الأهل والأصدقاء والعائلة بالنسبة للطالب الدولي.
- التعامل مع بيئة جديدة تتطلب التواصل الفعال والتحدث والتعامل بفاعلية مع زملاء الدراسة والمحاضرين والأساتذة.
- الشعور بالقلق بشأن المستقبل والحصول على وظيفة بعد التخرج.
- الخروج من منطقة الراحة بالنسبة للطالب إلى مرحلة جديدة تتطلب مواجهة المجتمع والشخصيات المختلفة بشكل أكبر مما سبق. بالإضافة إلى توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والأصدقاء.
- في بعض الأحيان، يمكن أن يشعر الطلاب بضغط نفسي نتيجةً لوجود عدد كبير من المواد الدراسية والاختبارات والأبحاث والمشاريع التي تتطلب بعض التخصصات إنجازها خلال سنوات الدراسة الجامعية.
كيف يمكن التعامل مع الضغط النفسي خلال المرحلة الجامعية؟
بعد التعرف على أسباب الإصابة بالتوتر والضغط العصبي في هذه المرحلة الجديدة من حياتك. لابد أن تتعرف على كيفية التعامل مع هذه المشاعر الجديدة، حتى تكون على وعي كافي للتغلب على هذه المشكلة وتخطيها. بالتالي الانطلاق نحو التميز وتحقيق أهدافك وأحلامك خلال المرحلة الجامعية وما بعد التخرج.
نصائح للتغلب على الضغط النفسي والتوتر
يمكنك التعامل مع الضغط النفسي خلال المرحلة الجامعية بطرق عديدة، من بينها ما يلي:
- التخطيط وتنظيم مهامك الدراسية وتنظيم وقتك بشكل جيد. كذلك يُنصح بعمل جدول للمهام، يضم المهام العاجلة والهامة والمهام غير العاجلة، مع وضع توقيت محدد لإنجاز كل مهمة. ذلك لأن إدارة الوقت من أهم المهارات التي تفيدك خلال المرحلة الجامعية.
- ممارسة التمارين بشكل مستمر، حافظ على ممارسة التمارين الرياضية يوميًا. يمكنك تحديد الرياضة المفضلة لديك وممارستها داخل الملاعب والصالات الرياضية داخل الجامعة أو خارجها. حيث تعد ممارسة النشاط البدني من الأمور الهامة التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الضغط النفسي وتحسين الحالة المزاجية.
- الاسترخاء والتأمل: لا تنس تخصيص وقت من يومك للاسترخاء والتأمل، حيث أثبتت الدراسات أن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوجا والتنفس العميق، له تأثير فعال جدًا لتخفيف التوتر والضغط النفسي.
- محاولة التكيف مع المرحلة الحياتية الجديدة، من خلال التقرب من الأشخاص المشابهين لك من حيث الثقافة والتفكير. بالإضافة إلى تقبل الفكر الأخر ووجهات النظر المتنوعة من خلال الاستماع إلى الأخرين والقراءة أكثر. يمكنك التعرف على طرق عديدة للتكيف مع المرحلة الجامعية والثقافات المختلفة، خاصةً إذا كنت طالب دولي تدرس في بلد أخر غير بلدك الأصلي، من خلال المقال.
- للتغلب على التوتر الذي ينتابك في بعض الأحيان، يمكنك تجربة التنفس العميق، لتهدئة العقل والجسم وتخفيف التوتر. حيث يمكن تطبيق ذلك بالجلوس في مكان هادئ وتنفس الهواء ببطء وعمق لمدة عدة دقائق.
- التغذية السليمة والحصول على القسط الكافي من النوم: يُعد الاهتمام بتناول الطعام الصحي، بالإضافة إلى النوم جيدًا والتخلي عن عادة السهر من أهم وسائل التعامل مع الضغط النفسي خلال المرحلة الجامعية. ذلك يرجع إلى أن الصحة البدنية تساعدك على تجنب الإصابة بالتوتر والضغط النفسي.
- تقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي. حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن المشروبات التي تحتوى على نسبة عالية من الكافيين، تساعد في زيادة مستويات التوتر والقلق.
بالإضافة إلى جميع ما سبق، لا يمكن أن نغفل الدور المهم للمستشار النفسي في الجامعة. حيث يمكن للطلاب التحدث مع مستشار الصحة النفسية في الجامعة للحصول على المساعدة في التعامل مع الضغط النفسي خلال المرحلة الجامعية، فيمكن للخبراء إعطاء الطالب الإرشادات اللازمة للتغلب على المشكلات النفسية المختلفة وتخطي مختلف العقبات التي تقف أمام تميز الطالب وتفوقه في المرحلة الجامعية.
