يمكننا أن نعوض أي شيء فقدناه في حياتنا، إلا الوقت، فإذا ذهب لا يعود. يُعد ذلك المفهوم مخيف بالنسبة للكثير من الناس، فمنهم من يحاول إدراك وقته وعدم تضيعه فيما لا يفيد حتى أنه يجتهد طوال الوقت دون راحة، حتى يمكنه أن يحقق ما يحلم به لنفسه ومجتمعه، وهناك من لا يدرك ذلك المفهوم جيدًا ويتهاون في استغلال وقته ويضيعه فيما لا يفيد. أما بالنسبة للطالب الجامعي، فهو في أمس الحاجة لاستغلال وقته بالشكل الأمثل لأهمية ذلك في تحقيق النجاح في الحياة بوجه عام وخاصةً الحياة العملية بعد التخرج، في إطار ذلك، نعرض مهارات إدارة الوقت للطالب الجامعي وأهمية ذلك.
أهمية إدارة الوقت بالنسبة للطالب
كيف تمضي يومك؟ وإلى أي مدى استطعت أن تكون قريبًا من إنجاز الأهداف التي خططت لها ورسمتها بنفسك؟
تنظيم الوقت من أهم الأمور التي يحتاجها الطالب في مختلف المراحل التعليمية، حيث يكون لديه الكثير من الأعمال التي عليه القيام بها، والمزيد من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. فلابد له أن يحدد وقت معين لإنجاز المهام دون حدوث خلل، وحتى يمكنه:
- الموازنة بين حياته التعليمية والاجتماعية والترفيهية
- تحقيق التفوق الدراسي والعلمي
- التغلب على المشكلات الناتجة عن الملل والضغط النفسي في الحياة العامة
ماذا تعني إدارة الوقت؟
يشير مفهوم إدارة الوقت إلى استثمار الوقت بشكل سليم وفعال لتحقيق الغايات والأهداف، أي استغلال الوقت لفعل الأشياء المفيدة وعدم إهداره في الأشياء التافهة. ومن الممكن أيضًا قول أن إدارة الوقت تشمل معنى إدارة الذات وذلك لأن إدارة الوقت بفاعلية تعني إدارة الحياة بكافة جوانبها.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن إدارة الوقت هي السبب الرئيسي لتقدم الدول والمجتمعات والعكس فإن عدم إدارته بالشكل الصحيح هو السبب في تأخر التنمية في مجتمعات عديدة.
مهارات إدارة الوقت للطالب الجامعي
حدد قائمة بأهدافك في المرحلة الجامعية
قبل أي شيء، لابد أن يكون لك أهداف تعيش لتحقيقها، أنت كطالب جامعي، ما الذي ترغب بتحقيقه؟ بالتأكيد ترغب في تحقيق النجاح والتميز في تخصصك، ولكن هل هذا فقد هو هدفك؟
لابد أن تكون لك أهداف أخرى مثل تنمية مهاراتك وقدراتك في إحدى المجالات الأخرى، أو القيام بإنجاز مشروع يعود بالفائدة عليك ومجتمعك، أو تعلم لغة جديدة، أو المشاركة بنشاط مجتمعي أو غيرهم من الأهداف..
تناول ورقة وقلم وقم بإعداد قائمة بهذه الأهداف وفقًا للأولى بالنسبة لك ثم الأقل أهميةً.
حدد قائمة بأعمالك اليومية
بعد ترتيب الأهداف العامة حسب الأولوية، من المهم أن تعمل على تحديد قائمة أعمالك اليومية، وتلك القائمة يمكنك إعدادها بشكل أسبوعي مثلًا. فقط اجلس بهدوء وفكر فيما يمكنك فعله في كل يوم من أيام الأسبوع حتى تحقق جزء من مهامك وأهدافك في نهاية الأسبوع. وستكون سعيد جدًا بذلك.
قسم وقتك فيما يفيد
حدد ساعات مُخصصة للدراسة والمذاكرة حسب جدول دراسي بالمواد الدراسية التي تتناولها في الجامعة، وينصح هنا أن تقوم بوضع المواد التي تميل إليها في المقدمة ومن ثم تقوم بمذاكرة المواد الأخرى بعدها، وذلك حتى تكون مقبل على المذاكرة بشغف. كما أنه من المهم أيضًا أن تأخذ في اعتبارك المهارات التي يجب أن تتعلمها خلال المرحلة الجامعية وتحرص على تعلمها في الوقت المخصص للدراسة.
ومن الأهمية بمكان تحديد وقت كافي للتسلية أيضًا، فالدراسة والمذاكرة طوال الوقت ترهق العقل وتؤثر على قدراتك العقلية. لذا حدد وقت للترفيه عن ذاتك والقيام بشيء تشعر فيه بالترفيه مثل الخروج مع الأصدقاء أو لعب رياضتك المفضلة أو حتى الجلوس مع العائلة والتسامر والحديث معهم.
ولا تنس أن تخصص وقت لذاتك، وقت يمكنك فيه الجلوس وحدك للتأمل والتفكير فيما تتمنى وترغب، ومن الأفضل أن يكون ذلك الوقت في نهاية اليوم حتى يمكنك الشعور بالتفرغ والراحة النفسية الكافية للتفكير الجيد.
لا تضيع المزيد من الوقت في الأمور التافهة
هناك الكثير من الأشياء التي قد تشتت انتباهك وتبعدك عن أهدافك، هذه الأشياء مثل مواقع التواصل الاجتماعي، التي تستهلك المزيد من الوقت دون جدوى، فقد يكون الطالب محدد لها ساعات محددة ولكن بعد البدء في استخدام هذه المواقع يستغرق المزيد من الوقت ويتخطى وقت الراحة والترفيه بساعات وذلك يهدر الوقت ويجعل الطالب يتأخر في دراسته ولا يمكنه تحقيق قائمة أهدافه بنجاح، فقط حدد وقت لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز وما إلى ذلك وعاهد نفسك ألا تتخطى ذلك الوقت.
تنظيم وقتك وإدارته الفعالة هو سر النجاح والخروج من المرحلة الجامعية بخبرات ومهارات تجعلك قادرًا على تحقيق أهدافك في مستقبلك المهني، بجانب تحقيق ذاتك في الحياة الاجتماعية وكافة جوانب الحياة بوجه عام، فتعلم تنظيم وإدارة الوقت يجعلك تأخذ خطوة نحو تحقيق هدفك يومًا بعد يوم.