كثيرًا ما نسمع عن أهمية أن يتبع الفرد شغفه وأن يدرس ويعمل في مجال يشعر بالشغف والحماسة تجاهه. لكن قليلًا منا من يدرك شغفه حقًا. غالبًا ما يشعر الطلاب بالحيرة في مرحلة الثانوية (البكالوريا) حول المجال الذين يرغبون في دراسته وهل سيشعرون بالحماسة تجاهه وتجاه عملهم به بعد تخرجهم أم لا؟ من خلال هذا المقال سنشرح أهمية امتلاك شغف خاص بك والفرق بين الهواية والشغف والأهم هو أننا سنجيب على سؤال كيف تكتشف شغفك؟
ما هو الشغف؟
هل شعرت من قبل بالإثارة أو الحماسة عند فعلك لشيء ما؟ شيء تستمتع بفعله في أوقات فراغك ولا تمانع أن تقضي وقتك لتعلمه والتطور فيه. إذا كنت محظوظًا كفايةً واختبرت هذا من قبل فهذا هو شغفك. الشغف هو الشعور بالحماسة والإثارة لفعل شيء ما، وهو ما يعطي قيمة وشعور بالإنجاز لحياتك. فخلال الأوقات الصعبة والتي تشعر فيها بالإنهاك قد يكون شغفك حول ما تفعله هو وقودك الذي يدفعك للاستمرار في إنجاز ما تفعله والتفوق فيه.
ما الفرق بين الشغف والهواية؟
غالبًا ما يختلط الأمر لدى بعض الناس بأن هوايتهم هي شغفهم، لكن في الحقيقة الشغف والهواية أمرين مختلفين. فالهواية هي شيء تفعله من أجل المتعة في أوقات فراغك، لكن ليس بالضرورة أن تفعله بشكل مستمر. على سبيل المثال قد تكون محبًا للسفر وزيارة أماكن جديدة ومختلفة لكن السفر هو شئ لا تفعله بشكل مستمر، حينها يكون السفر هوايتك وليس شغفك.
أما الشغف فهو شيء تشعر بالإثارة نحوه وتحب أن تفعله بشكل مستمر، فلا يمكنك التوقف عن فعله والعيش بدونه حتى وإذا كان الأمر صعبًا أو روتينيًا. فعلى سبيل المثال قد تمتلك موهبة الرسم لكن إذا لم تكن مستعدًا للرسم باستمرار والتعمق في دراسته وتحويل موهبتك لعمل أنت شغوف به، فالرسم لم يكن قط شغفك بل كان مجرد موهبة وهواية، مع ذلك فيمكن أن تكون هوايتك هي شغفك.
كيف تكتشف شغفك؟
العثور على شغفك في الحياة قد يستغرق بعض الوقت. المعظم لا يكتشف شغفه الحقيقي إلا بعد التخرج والعمل في أكثر من وظيفة ومجال وخوض العديد من التجارب. إذا كنت طالبًا وترغب في معرفة شغفك والمجال الذي ترغب في دراسته أو تعمل بالفعل في وظيفة تغطي مصاريفك لكنك لا تشعر بالحماسة لفعلها وتحول الأمر لديك لوضع من الرتابة والملل، اتبع النصائح التالية لتكتشف شغفك وتعرف كيف تتبعه.
اترك المعتقدات القديمة خلفك
قد يعتقد البعض أن الشغف هو مجرد وهم أو آداة إعلانية اخترعها البعض لمكاسب معينة. فإذا كنت ممن يعتقدون هذا فعليك بترك هذا الاعتقاد قبل أن تبدأ رحلة اكتشاف شغفك. يجب أن تكون منفتحًا للتجربة والاحتمالات العديدة التي يمكن أن تقابلك خلال رحلتك وأن تتحلى بالصبر والمثابرة حتى تصل إلى هدفك.
ما الذي تحب فعله؟
يجب عليك معرفة الأشياء التي تحب فعلها والأشياء التي لا تحبها، ووضع قائمة بها لتضعها دائمًا أمام ناظريك. فكر في التجارب التي مررت بها والتي شعرت بالمتعة والإثارة خلالها، وما الذي جعلها ممتعة ومُرضية للغاية؟ كذلك يجب عليك تحديد شخصيتك، فهل تحب خوض تجارب جديدة باستمرار؟ أم تستمتع بالأدوار القيادية؟ أم تحب الأعمال الإبداعية؟ غالبًا ما تكون إجابتك على مثل تلك الأسئلة هي خارطة الطريق أمامك لإيجاد شغفك في الحياة.
إذا كنت طالبًا وترغب في اكتشاف شغفك الدراسي فيمكنك أن تبدأ باختيار الموضوعات الدراسية التي تفضلها. فهل تحب الرياضيات؟ أم العلوم مثل الكيمياء والأحياء؟ أم تحب دراسة التاريخ؟ بإدراك موادك الدراسية المفضلة يمكنك أن تضع بعض الاحتمالات للمجالات الدراسية التي يمكنك من خلالها دراسة موادك المفضلة بشكل أعمق.
لاكتشاف شغفك الوظيفي في أثناء أو بعد التخرج قد يستغرق الأمر بعض الوقت فيجب عليك خوض العديد من التجارب المهنية مثل فترات التدريب إذا كنت طالبًا، أو التنقل بين الأدوار الوظيفية والوظائف حتى تكتشف ما المجال الذي تشعر بالشغف تجاهه حقًا. كما يجب عليك بذل الجهود الكافية لاكتشاف المجالات الجديدة التي ترغب بالعمل فيها من خلال القراءة المتعمقة في هذه المجالات أو الالتحاق بدورات تعليمية.
اقرأ أيضًا: أفضل الطرق للتحضير لسوق العمل بعد التخرج.
استكشف هواياتك بشكل أعمق
كما ذكرنا من قبل ليس بالضرورة أن تكون هوايتك هي شغفك في الحياة. لكن يمكن أن تكون هوايتك هي شغفك أو بداية الطريق لاستكشاف شغفك. فعلى سبيل المثال إذا كنت تحب الرسم ولديك اهتمام بالملابس فيمكن أن يكون شغفك تصميم الأزياء أو العمل في مجال الأزياء بوجه عام. أما إذا كنت تحب القراءة كهواية فيمكن أن تكون الكتابة شغفك ومن ثم يمكن أن تصبح كاتبًا.
لا تدع مخاوفك تسيطر عليك
لطالما كان التغيير أمرًا مخيفًا ويمكن أن يكون الطريق للسعي وراء شغفك كذلك. فإذا وجدت نفسك أثناء الدراسة تدرس مجالًا لست شغوفًا به أو بعد قضاء سنوات عديدة في عملًا ما أصبحت تجده مملًا وتشعر بالحماسة تجاه مجال أو وظيفة أخرى، فهذا قد يكون دليلًا على شغفك بالمجال الآخر. غالبًا ما يرافق هذا الشعور بالحماسة القليل من الخوف حيال إذا كان يمكنك فعلًا تغيير مجالك والنجاح فيه، لهذا يجب أن توازن بين مخاوفك ورغبتك في خوض تجارب جديدة. فلا يجب عليك أن تترك نفسك لمخاوفك تمنعك من التطور أو أن تندفع نحو المجهول بدون خطة. يجب أن تضع كافة الاحتمالات أمامك وأن تخطط جيدًا لخطوتك التالية فيمكنك محاولة استطلاع واختبار هذا الشغف الجديد وإذا كان يمكن أن تستفيد منه على كافة الأصعدة وحينها يمكنك أن تخطط لخطوتك التالية.
تحدث مع أشخاص اتبعوا شغفهم
حاول أن تتحدث مع أشخاص خاضوا بالفعل تجربة البحث عن شغفهم في الحياة أو قاموا بتغيير مجال دراستهم أو وظيفتهم. يمكنك دائمًا الاستفادة بالاستماع لتجارب الآخرين والتعلم من أخطائهم، مع هذا يمكن أن تختلف تجربتهم عن تجربتك الخاصة ولا مانع أنك ستقابل العوائق والصعوبات الخاصة بك لكن بالاستماع إليهم سيكون لديك فكرة عامة قد تساعدك على اتخاذ القرار ومعرفة كيفية تخطي الصعوبات التي قد تواجهك.
اقرأ أيضًا: كيف تخطط لمستقبلك وتحقق أهدافك؟
اتباعك لشغفك في الحياة يمكن أن تكون نقطة التغيير في حياتك. فيمكن أن يساعدك هذا على أن تكون شخص أكثر سعادة ترغب في الاستيقاظ كل يوم لتحقق شغفك وهدفك في الحياة، كما سيزيد هذا من ثقتك بنفسك. لهذا حاول دائمًا أن تكون منفتحًا لأي فرص جديدة تشعر بالحماسة نحوها، فمن يعلم قد تكون قد وجدت شغفك للتو.
