في السنوات الأخيرة، تألقت البوسنة والهرسك كوجهة دراسية متميزة، حيث تتسم بالعديد من المقومات التي تجعلها واحدة من أفضل الوجهات التعليمية حول العالم. يثير الطلاب استفسارات حول موقعها الجغرافي، وهل تعتبر البوسنة دولة أوروبية؟ سنقدم إجابة شافية لهذا التساؤل من خلال المقال، حيث سنتناول بعمق موقع دولة البوسنة، تاريخها، وثقافتها الفريدة. بالإضافة إلى ذلك، سنلقي نظرة على وضعها الحالي فيما يتعلق بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأخيرًا، سنسلط الضوء على العوامل التي تجعلها وجهة دراسية فريدة في الوقت الحالي.
هل البوسنة دولة أوروبية؟
نعم، حيث تقع البوسنة والهرسك في قلب القارة الأوروبية، تحديدًا في غرب شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا. تحدها من الشرق دولة صربيا، ومن الشمال والغرب والجنوب دولة كرواتيا، ومن الجنوب الشرقي دولة مونتينيغرو أو الجبل الأسود. كما تمتلك البوسنة ساحل ضيق على البحر الأدرياتيكي في الجنوب. مدينة سراييفو هي عاصمة دولة البوسنة وأكبر مدنها، كما تُعد العاصمة الثقافية والاجتماعية لمنطقة البلقان. يُطلق على مدينة سراييفو قدس البلقان أو قدس أوروبا لما تمتلكه من أهمية كبيرة في المنطقة نظرًا لتنوعها الثقافي والديني.
تم ترشيح دولة البوسنة والهرسك في عام 2003 كمرشح محتمل لعضوية الاتحاد الأوروبي. على مدار سنوات عملت البوسنة على تحقيق المعايير التي وضعها مجلس الاتحاد الأوروبي لتحقيق إصلاحات شاملة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. الأمر الذي جعلها تكتسب صفة الدولة المرشحة من قبل المجلس الأوروبي وفتح المفاوضات لانضمامها في 2023 بمجرد تحقيق معايير العضوية المطلوبة وهو ما سيتم تحديده في عام 2024. مع ذلك فالجدير بالذكر أن، مواطني البوسنة والهرسك يمكنهم السفر دون تأشيرة إلى منطقة شنغن، وذلك منذ عام 2010، وهي المنطقة التي تضم 27 دولة أعضاء الاتحاد الأوروبي.
نبذة عن تاريخ البوسنة
يعود تاريخ البوسنة إلى الإمبراطورية الرومانية والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية والتي استمرت تحت سيادتها حتى القرن الخامس عشر. حيث وقعت البوسنة تحت حكم الدولة العثمانية، والتي تركت بصمتها في مختلف أركان البوسنة. من حيث المساجد والفن المعماري العثماني الإسلامي المميز والجسور الصامدة حتى وقتنا هذا.
بعد اندلاع الحرب بين روسيا والدولة العثمانية وقعت البوسنة تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية. خلال تلك الفترة اغتال صرب البوسنة، الوريث النمساوي وزوجته، الأمر الذي كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الحرب العالمية الأولى.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط إمبراطورية النمسا والمجر وقعت البوسنة تحت حكم صربيا وكرواتيا وأصبحت واحدة من دول اتحاد يوغوسلافيا السابق حتى تم إعلان الاستقلال عام 1992.
على الرغم مما شهدته البوسنة من حروب وصراعات استطاعات البوسنة خلال السنوات الأخيرة تحقيق السلام والآمان. بالإضافة إلى تحقيق تقدم كبير سياسيًا واقتصاديًا وعلميًا، جعلها من الدول المرشحة بقوة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
الثقافة البوسنوية
بالنظر إلى تاريخ البوسنة وموقعها الجغرافي المميز، يمكننا توقع مدى التنوع الثقافي في البوسنة. تُعد البوسنة واحدة من الدول المتنوعة عرقيًا ودينيًا حيث تضم: البوشناق المسلمين وهم المجموعة الأكبر. بالإضافة إلى الصرب والكروات. تعيش مختلف الديانات في سلام في البوسنة والتي تتنوع بين الإسلام، والمسيحية الأرثوذكسية، والكاثوليكية الرومانية.
يتحدث شعب البوسنة ثلاث لغات رسمية وهم: البوسنوية والكرواتية والصربية. هذا بالإضافة إلى كون اللغة الإنجليزية واحدة من أشهر اللغات الأجنبية في البوسنة خاصةً بين الشباب. كما أنها لغة الدراسة بالعديد من التخصصات في الجامعات البوسنوية.
ثقافة البوسنة هي مزيج فريد بين الثقافة التركية التقليدية والأوروبية المعاصرة ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال الفن المعماري الفريد الذي يجمع بين التراث العثماني الإسلامي والجانب الأوروبي التقليدي والمعاصر. هذا بالإضافة إلى الفنون المتنوعة والملابس والحرف اليدوية وحتى الطعام المستوحى بشكل كبير من المطبخ التركي.
الدراسة في البوسنة
أصبحت البوسنة واحدة من الدول الأوروبية المتميزة في تقديم تعليم جامعي أكاديمي متطور في مختلف التخصصات الطبية والهندسية والإدارية والفنية. حيث انضمت البوسنة لاتفاقية “بولونيا” كما تقع ضمن منطقة التعليم العالي الأوروبية. مما ضمن نظام تعليمي قوي تخضع له جامعات البوسنة ومعايير متقدمة. هذا يعني حصول الطلاب على شهادات قوية ومعتمدة في العديد من الدول أهمها الدول الأوروبية.
في النهاية، يمكننا إجابة سؤال “هل البوسنة دولة أوروبية؟” بنعم. فالبوسنة واحدة من الدول الأوروبية الساحرة بتاريخ وثقافة غنية وطبيعة فريدة. ما زلت ترغب في معرفة المزيد عن البوسنة؟ تواصل مع فريق اوكي تمام حيث نوفر لك كافة المعلومات والاستشارات التعليمية المجانية.