كيف تختار التخصص الجامعي المناسب لك

كيف تختار التخصص الجامعي المناسب لك

كيف تختار التخصص الجامعي المناسب؟ سؤال مقلق ومحير بالنسبة للكثير من الطلاب، لا سيما الطلاب الذين ليس لديهم شغفًا أو رغبة تجاه تخصص بعينه. المرحلة العمرية التي نقف فيها أمام الحاجة إلى اختيار تخصصنا الجامعي، وبالتالي مسار حياتنا لعدة سنوات مقبلة، تكون فيها قراراتنا ربما غير ناضجة بما فيه الكفاية. يرجع ذلك للسن المبكر الذي نضطر فيه إلى الاختيار، أو عدم الإطلاع الكافي على مميزات وعيوب كل تخصص، أو عدم وجود شغف محدد وبالتالي الاختيار يتحدد بناءًا على نصائح الأخرين أو اختيار الأهل.

الأمر الإيجابي هو أنه وعلى الرغم من أن اختيار التخصص الجامعي يحدد لك مسار حياتك لعدة سنوات، أو على الأقل فترة الدراسة الجامعية، إلا أنه لا يعني بالضرورة تحديد مسارك الوظيفي. حيث أن هناك ملايين الأشخاص حول العالم يعملون في وظائف ليس لها علاقة بمجالات دراستهم. وهو ما يعني أن الحياة العملية أكبر بكثير من مجرد تخصص ندرسه في الجامعة، خصوصًا إذا كنت تُطور نفسك وقدراتك باستمرار.

على الرغم من ذلك، فإنه من الأهمية بمكان أن تختار تخصص يتناسب مع طموحك وشغفك، حتى تضمن حياة مهنية ناجحة ولا تضيع المزيد من الوقت في تعلم مهارات وخبرات جديدة بعيدة عن تخصصك الدراسي.

ما هي أهمية التخصص الجامعي بالنسبة إلى المستقبل المهني؟

بحسب دراسة أجراها معهد جون كينيدي للأبحاث، فإن حوالي 50% من الوظائف في العالم اليوم لا تحتاج إلى شهادة جامعية. لكن المثير للاهتمام في تلك الدراسة، أنه وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الوظائف المتوفرة حتى لمن لا يحملون شهادات جامعية، إلا أن التخصص الجامعي يمهد لك الطريق بشكل كبير في حياتك المهنية.

ولشغل أي وظيفة لابد أن يكون لديك مجموعة من المهارات. سواءً كان لديك شهادة جامعية أم لا، فهناك بعض الوظائف التي لا تشترط شهادة جامعية متخصصة للقبول بها، ولكن هناك مجالات دراسية تمنحك المعرفة الكافية عن المهارات التي تحتاج إليها، وبالتالي تٌسهل عليك الكثير. مثلا إذا كنت شغوف بالبرمجة، فهناك الكثير من وظائف البرمجة التي لا تحتاج إلى التخصص الجامعي. لكن اكتشاف أنك شغوف بالبرمجة، بعد دخول مجال بعيد عنها مثل كلية الطب، يؤخرك كثيرًا، وذلك لعدة أسباب: في كلية عملية مثل كلية الطب سوف يكون هناك التزام بالحضور والدراسة لعدد ساعات طويل، بالإضافة إلى أن المهارات التي تتعلمها ليست ذات صلة بما تريد العمل فيه.

الاختيار الصحيح سيمكّنك من اكتساب المهارات اللازمة التي تساعدك على إيجاد الوظيفة التي تريدها، والنجاح في مسيرتك المهنية بغضّ النظر عن علاقتها بمجال دراستك.

كيف تختار التخصص الجامعي المناسب لك؟

قبل أن تقرر التخصص الجامعي الذي تريد التسجيل فيه، ضع في اعتبارك هذه العوامل التي ستساعدك في الوصول إلى التخصص الأنسب لك:

اهتماماتك وشغفك

 لما لا تجني المال مما تحب؟

إذا كان لديك حب للمعرفة والقراءة عن مجال معين أو تجربته بنفسك، فأنت تملك فرصة كبيرة للتميز في هذا المجال. الشغف هو الشعور الذي يعطيك طاقة كبيرة للدراسة والعمل بجد. إذا كان لديك شغف نحو التخصص الجامعي الذي اخترته، سوف تمنحه وقت أكبر، وسوف يكون لديك رغبة في معرفة المزيد وتطوير نفسك، وهو ما سوف يجعلك مميزًا في دراستك وفي حياتك المهنية.

قيم قدراتك وما يحتاجه التخصص الجامعي الذي اخترته

القدرات تنقسم إلى نوعين:

قدراتك الشخصية

وهي نقاط قوتك، والمواد الدراسية التي لا تشكل بالنسبة لك صعوبة، أو تجد متعة في تعلمها. أيضًا من المهم اكتشاف صفاتك الشخصية، مثلاً هل أنت هادئ ولديك قدرة على إتخاذ قرارت هامة بشكل سريع ودون توتر. أم أنك لديك القدرة على العمل لساعات طويلة، لكن لا تملك الثقة الكافية لإتخاذ قرارات هامة بنفسك.

قدراتك المادية

قبل اختيار تخصصك الجامعي، احرص على معرفة مقدار المصاريف المطلوبة منك أثناء دراستك، وهل لديك القدرة على تغطية تلك التكاليف أم لا. من المهم تقييم هذه النقطة بوضوح، كي لا تشكل عليك ضغطًا إضافيًا أثناء دراستك. وإذا كان لديك قدرة مادية جيدة، فمن الأفضل أن تبحث عن فرصة للدراسة في جامعات تمنحك شهادة معترف بها، وتُمكنك من المنافسة بقوة في سوق العمل. الحصول على شهادة معترف بها – خصوصًا في التخصصات الطبية والهندسية – يوفر عليك عبء إعادة سنوات دراسية أو معادلة شهادتك في الدول الأجنبية لكي تتمكن من العمل.

اقرأ عن مستقبل سوق العمل

هناك تقارير سنوية سواءً على مستوى البلد الذي تعيش فيه أو عالميًا عن الوظائف، ومستقبل السوق والمهن. فقبل سنوات لم يكن هناك ما يعرف بالتسويق الرقمي مثلاً. لكن اليوم التسويق الرقمي من بين أهم الوظائف التي أصبحت متاحة بشكل كبير. وقم بعمل قائمة بالمجالات التي ترى أنك شغوف بها، أو تناسب إمكانياتك، ثم قم بدراسة وبحث كثيف عن طبيعة الوظائف الخاصة بتلك المجالات، وسهولة الحصول عليها.

من الأهمية بمكان أيضًا تقييم متوسط دخل الوظائف التي من المحتمل أن تعمل بها من خلال التخصص الجامعي الذي اخترته، وذلك وفقًا للبلد الذي تُخطط للعيش فيه. هناك وظائف تحصل على رواتب عالية في بلدان بعينها وتحصل على رواتب أقل بكثير في بلدان أخرى. قم بدراسة هذه النقطة بدقة، لتتمكن من تقييم الدخل المحتمل لوظيفتك المستقبلية، وهل تناسب أهدافك وطموحاتك أم لا.

قم باختيار الجامعة بعناية

الجامعة لها دور كبير في تحقيق أهدافك من الدراسة الجامعية. ابحث عن المحتوى الدراسي الخاص بالتخصص الذي تنوي التسجيل فيه، وهل الجامعة معترف بها على مستوى هذا التخصص أم لا. من النقاط الهامة أيضًا هي سهولة إجراءات الجامعة إداريًا في ما يخص التحويل بين التخصصات، والتسهيلات والدعم الذي يتم تقديمه من إدارة الجامعة للطلبة. كما أن المرافق والمنشآت التي توفرها الجامعة للطلبة مهمة للغاية للحصول على تجربة دراسية أفضل وذات جودة. يشمل ذلك المكتبات، وتجهيز المعامل والقاعات الدراسية والسكن الجامعي، وأيضًا وسائل الترفيه والنشاطات التي توفرها الجامعة.

نصيحة أخيرة

عملية اختيار التخصص الدراسي ليست معقدة، لكنها تحتاج إلى التعامل معها بشكل منظم وعلمي، وإلى التفكير بشكل جيد قبل إتخاذ القرار وسؤال أصحاب الخبرة أو الخريجين، أو حتى الاستفادة من خبرات الأهل والأصدقاء مهم، لكن لا يجب الاعتماد عليه كليًا.

كل إنسان لديه تجربته وتفضيلاته، وما يستطيع تحمله. لذلك استمع جيدًا لكن اصنع قرارك وتجربتك حسب ما يناسبك، واختر التخصص الذي يجعلك دائمًا شغوف تجاه ما تقوم به. بعد ذلك سوف تعرف كيف تختار التخصص الجامعي الأنسب لك.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

الدراسة في البوسنة باللغة الإنجليزية

الدراسة في البوسنة باللغة الإنجليزية

عند اختيار وجهة الدراسة، قد تكون البوسنة واحدة من بين العديد من الدول التي تأتي إلى ذهنك.. لما تمتلكه من مزيج فريد من الجمال الطبيعي

دراسة الطيران في تركيا

دراسة الطيران في تركيا باللغة الإنجليزية في الجامعات الحكومية والخاصة

يتطلب تطوير صناعة الطيران تقنيات متقدمة تواكب التكنولوجيا الحديثة والمتطلبات المتطورة لتصميم وتصنيع الطائرات وأنظمة المراقبة والسلامة والمحركات. مما يُساهم بدوره في تحسين الاتصالات وتسهيل